*الـدكـتـور فـي الـعـلاقـات الـدولـيـة والـدراسـات الأوروبـيـة حـسـام مـطـر:*
يمكن للمشهد في جنين أن نراه على أنه "انظر للقوة الإسرائيلية في الاداء العسكري والكفاءة... ولكن هذا المنظار يتجاهل تمامًا سياق المعركة.
الذي نراه هو كيف تمكنت قوة مقاومة شعبية معزولة محاصرة ومطاردة من ابتداع وتركيب قدرة استنزافية مرهقة لواحد من أقوى وأحدث جيوش العالم وأكثرها تمويلاً وتسليحًا.
الذي نراه أن الضفة التي قيل يومًا أنها دخلت العصر الإسرائيلي وزمن التسوية وأن المقاومة فيها انتهت، تستطيع خلال الشهور الأخيرة استجرار الكتلة القتالية الأكبر لجيش العدو وانهاكه دون أن يكون قادرًا على تحقيق الحسم والأمان.
ما يتحقق في الضفة الغربية والقدس يقارب الاعجاز الذي تحاول حرب الوعي الإسرائيلية إخفاءه.
فحين تسمع أن جيش الاحتلال عثر على 300 عبوة، فالصدمة ليست في وصول "جيش الذكاء الاصطناعي" لها بكل قدرته النارية والتكنولوجية والتسليحية...
بل الصدمة كيف تمكن مقاتلو جنين الشباب المعزولين عن العالم أن يصلوا إلى المعرفة والإرادة والقدرة على صناعة 300 عبوة متفجرة.
يريد الإسرائيلي دائمًا أن ينزع معركتنا معه من سياقها، السياق أنه المتجبر المدجج بالدعم الدولي والقدرة المادية من الدرجة الأولى على مستوى العالم...
في مقابل المستضعفين المحاصرين العزل ممن يحولون التراب إلى بارود وقسطل المياه إلى صاروخ والسكّين والمسدس إلى سلاح استراتيجي في قلب تل أبيب.
